الهجرة اليهوديةإلى فلسطين في زمن الانتداب البريطاني:
في هذه المرحلة التي تمتد من سنة 1919 إلى 1948، فتحتآفاق جديدة أمام حركة الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، فقد أدمج وعد بلفور بصكالانتداب البريطاني على فلسطين، الذي نصت المادة السادسة منه على أن الإدارةالبريطانية سوف تلتزم بتسهيل الهجرة اليهودية بشروط مناسبة، وسوف تشجع ـ بالتعاونمع الوكالة اليهودية ـ استيطان اليهود في الأراضي بما في ذلك الأراضي الحكوميةوالأراضي الخالية وغير اللازمة للاستعمال العام.
كما نصت المادة السابعة على ضرورة تسهيل إعطاء المهاجريناليهود الجنسية الفلسطينية.
وفي 26/8/1920، أصدرت السلطات البريطانية نظاماً للهجرة، وتسهيل عودة اليهود الذينكانوا قد خرجوا من فلسطين أثناء الحرب، ولم يضع هذا النظام أية قيود على دخولاليهود الذين يريدون الهجرة إلى فلسطين لغايات دينية، ولا على دخول عائلات اليهودوأقاربهم المقيمين في فلسطين، وقد خولت المنظمة الصهيونية بموجبه صلاحية إحضار 16.500 يهودي آخر سنوياً شريطة أن تكون مسؤولة عن إعالتهم لمدةسنة.
ثم صدر في حزيران سنة 1921نظام جديد للهجرة، وعدل أكثر من مرة في سنوات 1925 و1926 و1927 و1929، وأخذ شكلهالنهائي في سنة 1932، وكان المقصود بالتعديلات التي أدخلت وضع بعض القيود علىالهجرة بسبب تصاعد المقاومة العربية للانتداب، وسياسته في فتح أبواب فلسطين علىمصراعيها أمام المهاجرين اليهود، فلقد كان تدفق الصهيونية من الأسباب المباشرةلثورات الثلاثينات العربية (ثورة سنة 1935 وثورة 1936ـ1939)، ولكن هذه التعديلاتكانت شكلية فلم تغير شيئاً في جوهر نظام الهجرة.
وللمساعدة في إنجاح المشروع الصهيوني عمدت الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى في هذه المرحلة إلى وضع قيود على هجرة اليهودإلى أراضيها لدفعهم إلى الهجرة إلى فلسطين. وتقسم المصادر الصهيونية الهجرة التيتمت فيفترة الانتداب البريطاني إلى:عدة هجرات وهي كالتالي