سنقوم وعلى شكل متسلسل بوضع بعض المنتخبات الكبيرة تحت المجهر بكل تجرد....
01/07/2009 1:00:39 ص
معرض الصورتكبير الصورةAlessandro Del Piero & Marcello Lippi - Italy (Grazia Neri)
أخبار ذات صلة
الفرق
منتخب إيطاليا
لاعبون
Marcello Lippi
تعيش إيطاليا دوما صراعا إعلاميا وداخليا اسمه الخبرة والتجربة، فالقاعدة الثابتة لدى إدارة المنتخب الإيطالي والأندية الإيطالية الكبرى هي أن يأخذ اللاعب فرصته تدريجيا حتى يحصل على الخبرة ومن ثم يصبح جاهزا لتمثيل فريقه بشكل لائق.
وسنناقش في هذا المقال السقوط الإيطالي في كأس القارات بناء على هذه القاعدة، ونضع إيطاليا والمنتخب الأزوري العظيم تحت المجهر لنناقشه نقاشا فنيا وبمنهجية عقل تحليلي.
عندما تولى ليبي تدريب المنتخب الإيطالي للمرة الثانية ظهر كل شيء كأنه مسرحية لضرب الأصوات المطالبة باعطاء الفرصة للشباب، فبعد أن تولى الشاب الطموح دونادوني تدريب إيطاليا هاجمته الصحف بشكل يومي ودفعته إلى الهاوية والخسارة والفشل بشكل متعمد...ليتم اللجوء إلى المنقذ مرة أخرى وتصمت كل الأفواه التي تطالب بتغيير تراث إيطاليا...تراث الخبرة والتجربة.
في كأس العالم 2006 وفي يورو 2008 كان متوسط أعمار المنتخب الإيطالي من أعلى المستويات في البطولة إن لم يكن أعلاها، وكان من المتوقع أن يعمد المدرب مارسيلو ليبي إلى إعادة بناء الآزوري بالإعتماد على المهارات الصاعدة والتي هي كانت أحد ايجابيات الكالشيو بولي...فنسمع في إيطاليا الآن أسماء شابة كثيرة تصنف من أفضل المواهب الصاعدة بالعالم مثل بالوتيلي ومونتيليفيو وجيوفنكو وسانتون وماركيزيو وجيوسيبي روسي وأكوافريسكا وغيرها الكثير.
لكن ما فعله ليبي كان مغايرا تماما لهذا، فلم نرى من هذه الأسماء إلا القليل، وكان منتخب كأس القارات هو المنتخب المبني على أسماء مونديال 2006 فرأينا كانفارو وتوني وجاتوسو وغيرهم...ورأينا بنفس الوقت انعدام ثقة بكوالياريلا وبالمبو وبيبي رغم كل ما يقدموه في الكالشيو من أداء مميز.
وإنني إذ أفهم أن الأسماء الشابة ستواجه صعوبة كبيرة في النجاح مع عقلية ليبي التكتيكية التي تعتمد على الخبرة والانضباط التام والتركيز المرتفع، وهي أمور لا يمكن توفرها بالشباب جميعهم لأنها تأتي مع الوقت والمباريات الكثيرة.
لو كان الأمر يعود لي، لقلت أن ليبي غير مؤهل لهذه الفترة لأن الشباب لن ينجحوا معه وفي نفس الوقت هناك مواهب شابة كثيرة يجب منحها الفرصة...فالمدرب الأنسب في هذه الفترة هو ذلك المدرب الذي يملك الجرأة بالاعتماد على الأسماء الشابة ومنحها الفرصة والعمل على تغيير شكل المنتخب الإيطالي جذريا قبل المونديال القادم.
ولو كان ليبي يريد التغيير لعمد إليه في بطولة غير مهمة بالنسبة للشعب الإيطالي ككأس القارات، فلو كان هناك نية للإعتماد على مواهب شابة لرأينا ليبي يستدعي الشباب ويجعلهم يخوضون بطولة دولية ليتعرفوا على الضغوط الكبيرة التي تصاحب مثل هذه البطولات.
هذا من ناحية العنصر البشري، أما من الناحية التكتيكية فلن يكون بمقدور ليبي إضافة شيء بهذه العناصر الكهلة والمتقدمة بالعمر، فليبي بقي مصرا على 4-3-3 وهي الخطة التي لا تتناسب مع العناصر الحالية لأنها تحتاج خط وسط نشط وتحتاج أجنحة ذات حلول فردية إضافة إلى مساندة من الأظهرة الدفاعية للهجوم وهو الأمر الذي لا توفره الأسماء التي استدعاها مارسيلو ليبي.
فخط الوسط الإيطالي خط وسط كسول يقوده لاعبين اعتادوا اللعب بشكل بطيء مثل بيرلو وجاتوسو، والهجوم اعتمد على مهاجم ثابت لا يتحرك مثل لوكا توني أو جيلاردينهو بينما كان يجب الإعتماد على مهاجم متحرك يستطيع فتح المساحات ليخلخل الدفاعات.
ولو كنت مكان ليبي للعبت بخطة 4-3-1-2 وهي الخطة التي تناسب فريقا كهلا يفتقر إلى السرعة والإبداع،وهذه ليست عبقرية مني وإنما تجربة خاضتها إيطاليا نفسها في اليورو 2008..فعندما لعبت إيطاليا مع هولندا بـ 4-3-3 تعرض للسحق بثلاثية نظيفة...وعندما كان الاعتماد على 4-3-1-2 لم يخسر الفريق أي مباراة حتى مع اسبانيا كان التعادل السلبي ثم ركلات الجزاء.
ما هي منظومة الحلول للتراجع الإيطالي؟.
- استخدام عدد من الأسماء الشابة الموهوبة لتحل مكان العجائز الذين ظهر عليهم فقدان السرعة والحافز، ولحسن الحظ هناك الكثير من هذه الأسماء مثل ماركيزيو وجيوفنكو وبالوتيلي وماركو موتا وسانتو وفوجيا واكوافريسكا ودي أجوستينو ومونتيليفيو.
- العمل إعلاميا بشكل مكثف على تغيير عقلية التجربة والخبرة، لأن هذه العقلية تجعل الشاب الإيطالي فاقدا للطموح والاندفاع...ويقول عن هذا ماركيزيو لاعب خط وسط نادي اليوفنتوس :" نمتلك في إيطاليا المواهب، لكن هذه المواهب لا تحظى بنصف ما تحظى به المواهب الإنجليزية من فرص".
- الحل الثالث بيد ليبي، فعقليته الحالية في التكتيك ستغلق كل أبواب الفرج في وجه شباب ايطاليا...وصراحة أشك بأن يستطيع ليبي بعد كل هذه السنين من النجاح تغيير عقليته التدريبية لتناسب ظرفا خاصا في إيطاليا وهو وجود مواهب كثيرة.
سعيد محسن - Goal.com