الحب : شعور داخلي بالسعادة أو النشوة عند رؤيتك للمحبوب أو جلوسك معه أو سماعه أو حتى تذكره !
يعني إحساس أن الحبيب هو مصدر للسعادة القلبية أو الشعورية !
هل من الممكن حد يحب حد ما شافوش و لا سمعوش ؟ ممكن بس ساعتها هو بيحب الصورة الخيالية اللي مرسومة في خياله
لازم نتفق أن الحب هو شعور قهري لا يد لنا في بدايته لكن ممكن ننميه أو نقضي عليه !
الحب كائن ضعيف مثل الزهرة تحتاج عناية و رعاية و ماء و غذاء و شمس ! و حماية من الآفات و الظروف الجوية المحيطة ! و ذلك لنستطيع أن نستمتع بالحب أو بهذه الزهرة الجميلة !
يبدأ الحب بالإعجاب عن طريق النظرة ! ثم يحدث ما يسمى أحيانا بالكيميا أو التجاذب – ممكن يكون سببه صورة فتى أو فتاة الأحلام في العقل الباطن – و ممكن يكون سبب الكيميا هي تلاقي الأرواح و ممكن يكون تجاذب جسدي – ذكر و أنثى –
أنا بقول أنهم كلهم مع بعض !
ثم يأتي اللقاء المتكرر و لو كان صدفة لينمي هذه البذرة بذرة الحب المسماة بالإعجاب – عشان كدة بيقولوا البعيد عن العين بعيد عن القلب – لذلك لو حد عاوز يقطع أو يوقف الحب - يبقى يوقفه في أوله عن طريق منع أي لقاء بعد اللقاء الأول – ستموت البذرة بعد وقت قصير (طبعا أحيانا بيكون مطلوب وؤد أي حب في مهده أو بدايته حينما يكون حبا غير مشروع كإعجاب زوجة برجل غريب)
لكن اللي يحاول يقضي على الحب بعد أن نما باللقاءات و الكلام الحلو و تكرار المشاعر الجميلة – بيبقى صعب جدا جدا – لكنه ممكن و يكون بالتوقف عن اللقاءات و الكلام فورا – بلاش حكاية التدريج دي – و الحب سيضعف إلى أن يموت لكن بعد وقت و بعد ألم
الحب يدخل فيه التجاذب الجنسي بنسبة حوالي 20 % و حب الامتلاك بنسبة من 15 – 20 % و الباقي شعور لا تفسير له (التجاذب الجنسي و حب الامتلاك شعورين متلازمين و متلاصقين مع الحب لدرجة لا نعرف هما بيكونوا مع بعض و لا هما أحد مكونات هذا الشعور المسمى بالحب)
هل يحب الإنسان أكثر من مرة؟ نعم و غالبا ما يظل هناك بعض الآثار من الحب السابق
هل أشد حب هو الحب الحقيقي ؟ لكل تجربة حب مذاقها و شعورها الخاص الذي لا تضاهيه أي تجربة أحب أخرى !!!!
الحب يبدأ سطحي من الخارج و له زهوة جميلة ثم يكبر و يكون أكثر عمقا مع الوقت و الظروف و كلما ازداد زاد عمقه و قوته ليتحول من مجرد شعور بالسعادة لوجود المحبوب إلى نوع من أنواع الارتباط الإنساني – يعني المحب بيحس بارتباط قوي بينه و بين حبيبه و دة بيفسر ليه لما بيحصل هجر في المرحلة دي بيفضل الحب رغم إن هناك ألم لا سعادة بل قد يتعمق الحب لأن الحبيب بيعرف قيمة حبيبه و السعادة اللي كان بيديها له !!!
و الصورة اللي بيتحولها الحب دي و اللي سميناها ارتباط بيدخل فيها إحساس بالأمان و إحساس بالاحتواء و أحيانا إحساس بالتكامل
أي أن الحب هنا يكون قد تحول الى نوع من أنواع الارتباط القوي
و هنا نأتي للزواج و لا أعني الزواج بعد الحب لكن أعني الزواج الذي يأتي بعد القبول المتبادل و بعد التوافق أو التفاهم (ليس الزواج عن حب هو المقصود)
وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً الفرقان 74
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ الروم 21
فالزواج عن طريق المودة و الرحمة يتحول هو الأخر إلى نوع من أنواع الارتباط الوثيق هو الأخر بل انه يزيد على رابطة الحب قوة و عمقا و مما يعمق هذا الارتباط هو المشاركة في الأوقات الصعبة (تذكروا معي مثلا ان ارتباطكم يكون أكثر قوة مع أصدقاء وقفوا بجانبكم في الماضي أو شاركوكم أوقات شدة عن الذين شاركوكم أوقات الفرح فقط – سواء عن عمد أو غير عمد – ستجدون أن الرابط أقوي بينكم و بين من تشاركتم في أوقات عصيبة !)
لذلك فعندما يقول الناس القدامى أن :
الحب الحقيقي بييجي مع العشرة وحسن المعاملة
فانهم لم يذهبوا بعيدا !
صدقيني صدقيني
الزواج اكبر من الحب
الزواج الناجح أو الزوج الصالح شئ ملموس ممكن تحقيقه - ولو بصعوبة-
لكن الحب -في صورته الرومانسية - ممكن يكون وهم كبير !
الحب في صورته المراهقة أو المبدئية – اللي مش قايم على أسس و دواعم قوية – عبارة عن قمار أما الزواج فعبارة عن استثمار !
زي محنا عارفين القمار ممكن يكسب و مكاسبه سريعة ! لكنه في أغلب الأحوال تكون خسائره سريعة برضه ! و في معظم الأحيان مكاسب القمار يتبعها خسائر !!!
أما الاستثمار إذا تم اختياره بعناية ثم رعايته غالبا ما يكون نتاجه مكاسب و إن كانت بعد وقت طويل نسبيا إلا أنه مضمون أكثر و يدر عائدا له صفة الاستمرارية !
و في الحقيقة كنت قد درست كلمات في أيام الدراسة و كل يوم أدرك مدى عمقها و أنها تفهمني أكثر مما أفهم نفسي :
كانت المرأة القديمة تفهم نفسية الرجل وطبيعته جيدا :
أوصت أم الخنساء ابنتها قبيل زواجها فقالت:
أي بنية ! إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه إياك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً
أي بنية ! احفظي له عشر خصال يكن لك ذخراً وذكراً
فأما الأولى والثانية: الصحبة له بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة
وأما الثالثة والرابعة: التعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه. فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة
أما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله، و الإرعاء على حشمه وعياله، لأن الاحتفاظ بالمال من حسن الخلال، ومراعاة الحشم والعيال من الإعظام والإجلال
أما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره
ثم اتقي- مع ذلك- الفرح بين يديه إذا كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التذكير
وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراماً
وكوني أكثر ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة
واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك
فيما أحببت وكرهت
و هي نصائح غاية في النفاسة و تدل عن خبرة ووعي شديدين
ادم وحواء _الــحــــب والزواج